مجتمع

شيخ العقل أمّ صلاة الأضحى: لبنان يستحق التضحية لإنقاذه

شدد سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على أن تضافرَ الجهود من أجل الخدمة في الحقل العام، والعملَ على تحقيق الانجازات التي تنفع الناسَ يفرضُ علينا موجِبات الالتزام الصادقِ والشعور بالمسؤوليّة من باب المحافظة على جوهر التعاليم السامية، ويقينُنا أن ما يُعرقلُ إرادةَ الخير هو التشبّثُ بالأفكار المُسبَقة والمصالحِ الضيّقة، والرّكونُ إلى عصبيّة الأنانيّة والتقوقع، وعدمُ الاكتراث بواقع التّشرذم، والاستسلامُ أمام الأمر الواقع الذي يُهيِّئُ عواملَ التفرقة والنُّفور.

وأمل الشيخ أبي المنى، في عيد الاضحى، بأن يبادرَ السياسيون والمسؤولون، سعياً دونَ كلل، وطَوافاً دائماً وتلبيةً مندفعة ورمياً بعيداً لجمار الحقد ونحراً وقتلاً للضغائن، وحصراً للخلافات والمناكفات، وردماً للغة التصعيد والمنافرة التي سئمها اللبنانيون، وبحثاً صادقاً عنِالسبل الناجعة لمعالجة قضايا الناس المعيشية التي هي أُولى الأولويات.

ودعا الجميعَ للتضحية من أجل خيرِ أنفسِنا وخيرِ الوطن، من أجل تحقيق هذا الأمل المنشود، وغايةِ هذا العيدِ المبارَك، وقال:” فلْنُضحِّ بالشهوات والأهواء، مرتفعين بنوايانا وأقوالِنا وأفعالِنا إلى ما هو أسمى وأرقى لتحقيق إنسانيّتنا وبلوغِ غاية وجودِنا، ولنُضحِّ بأنانياتِنا ونزَعاتنا الذاتيّة ونزاعاتِنا الفردية والاجتماعية من أجل قيام مجتمع الفضيلة والخير والرحمة والمعروف، ولْنُقدِّمِ الأضاحي من أجلِ لبنانَ وشعبِه المكسور، ومن أجل خلاصِ الوطن وإنقاذ ما تبقَّى لدى اللبنانيين من أمل، ولْيُضحِّ المسؤولون برغباتِهم ومشاريعِهم الفئوية والطائفية من أجل مشروع الدولة الذي طال انتظارُه، وليُضحِّ الرئيسُ تلوَ الرئيس، والوزيرُ والنائبُ وكلُّ صاحبِ كرسيٍّ في هذه الدولة ببعضٍ ممَّا يشتهونَه ويتناحرون عليه من أجل تأمين حاجةٍ صحيَّةٍ أو تعليميةٍ أو سكنيةٍ أو معيشيةٍ لأناسٍ أصبحوا على حافَّة الهاوية، وبعضُ كبار القوم لا يأبهون، ولنُضحِّ جميعُنا بكلِّ ما يُسيءُ إلى علاقات لبنانَ الطيبةِ مع أشقّائه العرب ومع أصدقائه في المنطقة والعالم، ففي ذلك سبيلٌ لبلوغ العيد وخلاص لبنان.

واعتبر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز أن مسؤوليةَ التدهور الاقتصادي والانهيارِ العام تقع على عاتق أهلِ الحكمِ والسلطة الذين أوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه، وأولئك الذين ما زالوا يُعيقون مسيرةَ الإصلاح وتيسيرَ أمرِ الدولة، ويضعون الشروطَ التعجيزيةَ أمام تشكيل الحكومة، والذين ينامون ملءَ أعينِهم أو يَغطُّون في سُباتٍ عميق، في حينَ تتضاعفُ المآسي الاجتماعية وتشتدُّ الأزماتُ المعيشية، وتتفاقمُ أزمةُ المُودِعين فيُجبَرون على سحب أموالهم بالسعر المتدنِّي غصباً عنهم، وكخيارٍ لا مفرَّ منه، وذلك في سرقةٍ موصوفةٍ لأموالِهم، ومؤسساتُ الدولة تترهَّلُ وتُقفلُ أبوابَها وخدماتِها في وجهِ طالبيها ولا تقوى على مواجهةِ الازمات وحلِّ مشاكل المواطنين، ممَّا يُشكل خطراً على مستقبل الدولةِ وثقة الناس بالوطن.

وسأل:” ألا يُفترَضُ بالقادة المسؤولين اجتراحَ الحلول والمخارج لهذه الأزمات، للتخفيف ممَّا يُعانيه اللبنانيون من ألمٍ وضيقةٍ، وما يواجهونه من مآسٍ اقتصادية ومعيشية واجتماعية وصحية وتعليمية؟ ألا يَجدرُ بهم التزامَ روحية الدستور والتضامنَ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟ ألا يَجدرُ بهم التزامَ روحية الدستور والتضامنَ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟”.

وختم اي المنى بالقول:”  فلبنانُ التراثُ والتنوُّعُ والحريَّةُ والعيشُ المشترَك والوحدة، لبنانُ التاريخ والحضارةُ والعروبةُ والانفتاح، لبنانُ المحبةُ والرحمةُ والأخوَّةُ جديرٌ بالوفاء ويستحقُّ التضحيةَ لإنقاذه من خطرٍ وجوديٍّ يُهدّدُ مستقبله، والتغييرُ الحقيقيُّ الذي يرجوه شبابُنا يكونُبالإصلاح وإنقاذِ ما تبقّى من مؤسساتٍ وقيَمٍ أخلاقيةٍ ووطنيَّة، وليس بهدم ما تبقَّى”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى